ميزان المراجعة: تعريفه، أهميته، وأسس إعداده في المحاسبة

ميزان المراجعة: تعريفه، أهميته، وأسس إعداده في المحاسبة

تتكرر بعض الأخطاء المحاسبية التي يرتكبها المحاسب المالي أثناء إعداد القوائم المالية للشركة، لذا يستوجب التأكد من دقة وصحة البيانات المسجلة في دفتر اليومية أو دفتر الأستاذ بصورة دورية لضمان صحة العمليات المحاسبية للشركة. ومن هنا تأتي أهمية ميزان المراجعة كأداة رئيسية تساعد في مراجعة البيانات المالية والتأكد من صحتها. وفيما يلي تعريف ميزان المراجعة وأنواعه المختلفة، بالإضافة إلى الهدف الرئيسي منه، وأهميته البالغة في إعداد العمليات المحاسبية بنهاية الفترة المالية، مع توضيح طريقة إعداد ميزان المراجعة.

تعريف ميزان المراجعة
ميزان المراجعة هو جدول يجمع الأرصدة المدينة والأرصدة الدائنة للحسابات، ويتحقق من توازن رصيد كل منهما. يُعد ميزان المراجعة عادةً في نهاية الفترة المحاسبية، حيث يجب أن يتساوى الجانب المدين مع الجانب الدائن في الحسابات، وهذه إحدى الخطوات الأساسية في الدورة المحاسبية. تُستخدم الحسابات المسجلة في دفتر الأستاذ كأساس لتسجيل البيانات في ميزان المراجعة، لذا من الضروري مراجعة حسابات دفتر الأستاذ بانتظام للتأكد من خلوها من الأخطاء. ويُعد ميزان المراجعة في ختام الفترة المحاسبية بعد إقفال دفتر الأستاذ.

أهمية ميزان المراجعة

يمتلك ميزان المراجعة أهمية كبيرة في إعداد مختلف العمليات المحاسبية، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

·  يسهم في الكشف عن الأخطاء المحاسبية التي قد تحدث في دفتر اليومية أو دفتر الأستاذ.

·  يساعد في تجميع وتلخيص كافة العمليات المالية التي تمت خلال الفترة المحاسبية المحددة.

·  يُعد ميزان المراجعة الأساس في إعداد الحسابات الختامية، حيث يتم من خلاله تجميع الأرصدة المختلفة وتحويلها إلى الحسابات الختامية.

·  يُستخدم للتحقق من دقة البيانات المالية المنقولة من دفتر الأستاذ إلى ميزان المراجعة، ومن ثم إلى حساب الميزانية العمومية.

·  الأهم من ذلك، يساعد في التأكد من صحة ودقة الحسابات الخاصة بالشركة، ما يضمن صحة البيانات المسجلة في الدفاتر المحاسبية.

الهدف من إعداد ميزان المراجعة
يوجد عدة أهداف رئيسية لإنشاء ميزان المراجعة، أهمها:

·  المساعدة في إعداد البيانات المالية بنهاية الفترة المحاسبية، حيث تُرحل الأرصدة النهائية للإيرادات والمصروفات من ميزان المراجعة إلى قائمة الدخل، كما تُرحل حسابات الأصول والخصوم إلى حسابات المركز المالي.

·  الكشف عن الأخطاء التي قد تظهر نتيجة تسجيل القيود اليومية بطريقة غير صحيحة، مما يؤدي إلى عدم توازن الأرصدة في ميزان المراجعة.

·  التسهيل على المحاسب في تلخيص كافة المعاملات المالية بدقة ويسر، دون الحاجة للرجوع إلى السجلات المحاسبية الأصلية.

خطوات إعداد ميزان المراجعة
يُعد ميزان المراجعة عقب الانتهاء من عملية ترصيد وترحيل كافة الحسابات، سواء كانت أرصدة مدينة أو دائنة، ويأتي ذلك بعد إقفال دفتر الأستاذ.

مثال توضيحي لعمل ميزان المراجعة

يتم إعداد ميزان المراجعة في نهاية الفترة المحاسبية المحددة إذا كان حساب الأستاذ كما يلي:

يتم إعداد ميزان المراجعة كما يلي

مكونات ميزان المراجعة
تتكون مكونات ميزان المراجعة من العناصر الأساسية التالية:

·  أرصدة الحسابات تُستخدم لعرض الأرصدة النهائية لكل حساب، سواء كانت أرصدة مدينة أو أرصدة دائنة.

·  أسماء الحسابات تشمل جميع حسابات الخصوم، والأصول، والإيرادات، والمصروفات، وغيرها من الحسابات المسجلة في دفتر الأستاذ العام.

·  إجمالي المستحقات يمثل مجموع الأرصدة الدائنة للشركة، وهو المبلغ الذي يحق للشركة استلامه.

·  إجمالي الديون يشير إلى مجموع الأرصدة المدينة على الشركة، أي القيمة الإجمالية للمبالغ المالية المستحقة على الشركة.

 أنواع ميزان المراجعة
فيما يلي أهم أنواع ميزان المراجعة:

1.      ميزان المراجعة بالأرصدة (بالأرقام)
هو تقرير محاسبي يُعد بعد الانتهاء من عملية ترصيد الحسابات في دفتر الأستاذ. يتضمن هذا الميزان الأرصدة المرحّلة أو المنقولة لكل حساب، ويهدف بشكل أساسي إلى التأكد من صحة عملية الترصيد وتوازن الأرصدة في دفتر الأستاذ.

مثال توضيحي لميزان المراجعة بالأرصدة

2.      ميزان المراجعة بالمجاميع
هو عبارة عن تقرير محاسبي يتم إعداده في وقت محدد، والأهم أنه يستخدم لتوضيح مجموع الجانب الدائن، والجانب المدين لكافة الحسابات سواء الحسابات الخاصة بالأصول، أو الإيرادات، أو المصروفات وغيرها من الحسابات الموجودة في دفتر الأستاذ، وذلك باستثناء رصيد الحساب المرحل.

مثال توضيحي ل ميزان المراجعة بالمجاميع

3.      ميزان المراجعة الكامل(بالمجاميع والأرصدة)
يتم إجراء الميزان الكامل للمراجعة بالأرصدة والمجاميع، وتوضيح كافة الحسابات خلال فترة محاسبية محددة، ويتم أخذ الفرق بين الرصيد الدائن والمدين في ميزان المراجعة بالمجاميع، والعمل على وضع الفرق في ميزان المراجعة بالأرصدة.

مثال توضيحي لميزان المراجعة الكامل

الأخطاء الشائعة في ميزان المراجعة
توجد عدة أخطاء شائعة قد تظهر في ميزان المراجعة، ومنها ما يلي:

·  الأخطاء المتكافئة
هي الأخطاء التي تحدث عندما تُسجل الأرصدة بشكل غير صحيح ولكن بنفس المقدار في جانبي الميزان، مما يجعل الميزان متوازنًا رغم وجود الخطأ. على سبيل المثال، تسجيل مبلغ 4,000 ريال بدلًا من 40,000 ريال، وهو خطأ لا يؤثر على توازن ميزان المراجعة.

·  أخطاء السهو
تحدث هذه الأخطاء عندما يُغفل تسجيل قيد محاسبي معين بالكامل، مما يؤدي إلى ظهور أرصدة غير صحيحة أو ناقصة في الميزان.

·  تكرار تسجيل العملية
وهو الخطأ الناتج عن نسخ الأرقام أو القيود من دفتر إلى آخر بطريقة خاطئة، مما يؤدي إلى تسجيل العملية مرتين أو أكثر.

·  الأخطاء الفنية
تنشأ هذه الأخطاء عند تسجيل المبالغ بشكل خاطئ في الجانب الصحيح من الحساب، أو عند عدم ترحيل الرصيد من جانب إلى الجانب المقابل سواء كان جانب الدائن أو المدين.

·  الأخطاء البشرية
تنتج عن إدخال أرصدة الحسابات بطريقة غير صحيحة في دفتر الأستاذ، مما يؤدي بدوره إلى نقل بيانات غير صحيحة إلى ميزان المراجعة.

·  أخطاء التوقيت
تنشأ هذه الأخطاء بسبب تسجيل العمليات المالية في الفترة الزمنية الخاطئة أو جمع جانبي المدين والدائن بطريقة غير صحيحة، مما ينتج عنه اختلاف في المجموع وعدم توازن ميزان المراجعة.

الفرق بين ميزان المراجعة والميزانية العمومية 

الفرق بين ميزان المراجعة قبل الجرد وبعد الجرد  

الفرق بين ميزان المراجعة ودفتر الأستاذ

الفرق بين ميزان المراجعة وقائمة المركز المالي

يتضح أن ميزان المراجعة يُعد أداة محورية في النظام المحاسبي لأي منشأة، حيث يسهم في ضمان دقة الحسابات المالية وتوازنها. من خلال تجميع الأرصدة المدينة والدائنة، يُمكن للمحاسب التحقق من صحة القيود المحاسبية والكشف عن الأخطاء المحتملة قبل إعداد القوائم المالية الختامية. ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن توازن ميزان المراجعة لا يعني بالضرورة خلو السجلات من الأخطاء، إذ قد توجد أخطاء لا تؤثر على التوازن مثل الأخطاء المتكافئة أو الأخطاء الناتجة عن السهو. لذلك، يُنصح بالقيام بمراجعة دورية دقيقة للدفاتر المحاسبية واستخدام برامج محاسبية متطورة لتسهيل عملية إعداد الميزان واكتشاف الأخطاء في مراحل مبكرة. يُعتبر إعداد ميزان المراجعة خطوة أساسية نحو إعداد قوائم مالية دقيقة وموثوقة، مما يعزز من شفافية العمليات المالية ويساعد في اتخاذ قرارات مالية سليمة.